آخر الأخبار
أهلاوسهلا بالزائر الكريم. تشرفنا زيارتك لمدونة عراقو المتنوعة . المدونة قيد الانشاء لحد الآن سوف تظهر طبيعتها خلال الشهر الجاري.شكرا لكم
الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

شهادة الامتحان الخارجي ودورها في المستقبل-العراق

الزيارات:

شهادة الامتحان الخارجي ودورها في المستقبل




فتيات بعمر الطموح.. امهات متعبات يحدوهن هاجس الحصول على الشهادة..اخريات كبرن في السن لكنهن لم يكبرن على التعلم، ووراء كل واحدة منهن امل وقصة. في الطرف الآخر هناك رجال تجاوزوا الاربعين او الخمسين وشباب ضيعوا اكثر من فرصة.. كل هؤلاء يبحثون عن فرصة أخرى ضمن (الامتحان الخارجي). فهل ينجح هؤلاء عبر الامتحانات الوزارية.. وماهي التسهيلات والفرص المتوفرة لهذه الشريحة التي تأخرت في العدو خلف قطار الطموح الذي لاينتظر احدا؟ 

مثل حال الطلبة العاديين، يعيش بعض طلبة الامتحانات الخارجية حالة قلق وتوتر، احيانا ينعكس ذلك على الاهل الذين يكونون اكثر قلقا من ابنائهم بعد ان أصبحت الشهادة جواز سفر للعديد من النجاحات.
في لقاء مع مدير التقويم والامتحانات / الرصافة الثانية الاستاذ فاضل عباس زماخ اجاب على بعض اسئلتنا مؤكدا زيادة اعداد الطلبة الذين يقبلون على اداء الامتحان الخارجي سنويا موضحا "ادى هذه السنة ٤٤٤٤ طالبا الامتحان الخارجي في كافة المراحل (ابتدائي، ومتوسط، واعدادي) كان المؤهلون منهم ٨٤٦  فقط.
* هل يؤدي الذكور الامتحانات اكثر من الاناث؟ ولماذا برأيك؟
- الذكور اكثر بسبب الرغبة في التوظيف. فحتى ابسط الوظائف أصبحت تعتمد على الشهادة.
* ما عدد الموظفين القائمين بالعمل ؟ وهل ان عددهم يكفي؟
- عدد الموظفين ثمانية زائد اربعة موظفين تعزيز عند زحمة العمل. كما ترين عدد الموظفين قليل بالنسبة للعمل الكثير والمتعب واعداد الطلبة كبير جدا.
* ماهي المشاكل والمعوقات التي تواجهونها في عملكم؟
- المعوقات كثيرة، فمثلا آلية العمل جيدة لكن بطيئة. والسبب ان الوثائق تأتي عن طريق مدير المدرسة حصرا وبدفتر ذمة. وهذه الطريقة تقلل التزوير لكنها تبطئ العمل، اضافة الى كثرة اعداد المتقدمين بحيث لا يستوعبهم مكان التقديم مما يتسبب بزحام كبير على الشباك، حيث يراجع الشخص المعني حصرا ليتم مطابقة الصورة معه، وعادة تبدأ الامتحانات التمهيدية الساعة الواحدة والنصف ظهرا وتنتهي الساعة الرابعة والنصف. الرزمة تسلم الساعة الخامسة والنصف الى مراكز الفحص الموزعة على الكرخ (الاعدادي) والرصافة (المتوسط والابتدائي) ما يعني ان العمل احيانا يستمر الى السابعة مساء، كما ان المبالغ المرصودة للجنة الفرعية وادارات المراكز والمراقبين قليلة قياسا بالجهد المبذول.
* نلاحظ من الاحصائية التي ذكرتها ان نسبة الاستفادة من الأمتحانات الخارجية قليلة فماذا تقترحون؟
- اقترح التشديد في طبيعة الممتحنين بحيث ان من يصل السادس الاعدادي عليه ان يمتحن بمادة الصفين الخامس والسادس. وبذلك نضمن وصول طلبة جيدين ومؤهلين فعلا للامتحانات الوزارية.
* ماذا تقول للطلبة؟
- على الطالب ان يكون مؤهلا فعلا قبل التقديم ولا يعتمد على الغش، فمعظم الطلبة ممن يؤدون الامتحان الخارجي يتسببون في ضياع وقتهم وهدر جهودنا ظنا منهم بان عبوره سهل عن طريق الغش او طرق أخرى بينما هو امتحان جاد وليس سهلا . 
في المركز الامتحاني الخارجي للصف السادس الاعدادي / العلمي في ثانوية ذات الصواري للبنات، التقينا بمديرة المركز العلمي الست الهام شكري محمد لمعرفة طبيعة اقبال الفتيات على الامتحان الخارجي وهل هي تجربة جادة؟
- هو فرصة جيدة للفتيات ممن فوتن فرصة اكمال الدراسة وللنساء اللائي تقدمن في السن او المتزوجات. لكن ما ألاحظه هوعدم جدية الطالبات وعدم شعورهن بالمسؤولية تجاه انفسهن، فبعضهن مشاكسات ومتعبات، وماهرات بالغش. والبعض يبقى في القاعة بعد انتهاء ساعات الامتحان. 
* لماذ برأيك تترك الطالبات المدرسة ويلجأن الى الامتحان الخارجي؟
- تقريبا جميع مواد السادس العلمي صعبة ولا تحقق الطالبات النجاح بسهولة. هناك الظروف الخاصة للطالبة من مرض او سفر او تهجير. احيانا السبب هو عدم اكمال المنهج بسبب العطل والمناسبات وظروف البلد. تبديل المدرسة يربك الطالبة لأن لكل مدرسة طريقتها واسلوبها التعليمي. وفي كثير من الاحيان تذهب الطالبة للامتحان دون ان تتهيأ للدراسة معتمدة على الغش، واحد اهم الاسباب هو الزواج المبكر لبعض الفتيات
أما المرشدة التربوية الست هناء ناجي، فقد ارجعت سبب ترك طالبات السادس الاعدادي للمدرسة بالقول:
- السبب الرئيس هو الرسوب المتكرر في نفس الدرس لثلاث سنوات متتالية، وهذا يخلق لدى الطالبة حالة خوف من الامتحان ومن الفشل. ويسبب الصف السادس للطالبة حالة نفسية. تصوري طالبة كتبت على السبورة: (لو كان السادس رجلا لقتلته). هناك ظروف عائلية ضاغطة مثل موت الام  فتترك الطالبة المدرسة للعناية بالعائلة بدل الام، او زواج الفتاة في سن مبكر، واحيانا تكون المادة العلمية للمدرسة ضعيفة مما يجعلها عاجزة عن توصيل المادة وتبسيطها للطالبات، فتكره الدرس وترسب فيه.
* وكان لمدرسة اللغة العربية الست عذراء حمدون رأي آخر في اسباب الرسوب وبالتالي الامتحان الخارجي.
- السبب الاساسي في الرسوب هو التقصير في التحضير اليومي للدروس، كثرة الانشغالات بالانترنيت والموبايل، عدم جدية الجيل الحالي اي ان تواجدهن في المدرسة مجرد واجب او ديكور وليس سعيا وراء مستقبل او تحقيق ذات. 
* مدرسة الكيمياء الست بشرى عباس القت اللوم في فشل الطالبات على اتكالهن على الدروس الخصوصية والملازم فقالت:  
- التدريس الخصوصي يجعلنا نشعر بالاحباط، فلكل مدرس طريقته في توصيل المادة. ومع كل الجهد الذي ابذله لا اترك بصمتي كمدرسة على الطالبة لانها في النهاية تنصاع الى مدرسها الخصوصي والملازم  التي يعتمدن عليها في حل الاسئلة مما يحولهن الى ربوتات. غالبا ماتفشل بعض الفتيات في زحمة هذه الفوضى فيلجأن الى الامتحان الخارجي ظنا انه حل اسهل لكنهن يصطدمن بجديته وبعضهن ممن تمتلك الاصرار تنجح لكن نسبة الرسوب كبيرة.
وكان لنا لقاء مع مجموعة من الطالبات عبرن فيه عن طموحهن ورغبتهن بالنجاح. كما عبرن عن خوفهن من النتائج واملهن بالنجاح. وذكرن جملة من الاسباب التي تؤدي الى رسوبهن. فالبعض اعتبر ان هاجس الدرجة يجعل الطالبة متوترة طوال الوقت وتفكر بالمعدل بل التركيز على الاجابة. واتهم البعض الآخر المدرسات بالتقصير في تدريس المادة، وطرحت مجموعة ثالثة عدم الثقة بالنفس وعدم تنظيم الوقت للدراسة والحفظ.  
الطالبة سارة محمود عبد الله. عمرها ثلاثة وعشرون عاما ومتزوجة من امام وخطيب مسجد. لديها طفلة (جمانة) عمرها سنة وسبعة اشهر، سألناها:
*  لماذا تركت المدرسة؟
- رسبت سنتين في السادس الاعدادي بالكيمياء، تركت الدراسة وتزوجت. وعدت للامتحان الخارجي بعد اربع سنوات.
* هل يساعدك زوجك؟ وكيف توفقين بين دراستك وواجباتك كأم وزوجة؟
- زوجي هو الذي حثني على الدراسة ويساعدني بامور البيت وتربية جمانة مما يسهل علي التوفيق بين دراستي وواجباتي.
* ماهو طموحك بعد الحصول على شهادة السادس الاعدادي؟
- حلم حياتي هو الحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه في الدراسات الاسلامية.
الطالبة غفران فلاح منعها والدها من الذهاب للمدرسة بسبب الوضع الامني واعادها زوجها للدراسة ايمانا منه ان بامكانها تحقيق طموحها، سماح يوسف محمد تركت المدرسة بسبب الحالة الامنية والسفر للخارج، قضت خمس سنوات في السادس وحلمها النجاح فحسب، لأن السادس صار عقدة حياتها. 
أما غادة صباح فهي  متزوجة وحامل في الاشهر الاول، زوجها يحثها على النجاح لتعمل وتساعده في التخلص من الفقر والعيش في سكن مستقل، اما سارة مجيد ناصر فموظفة في شركة خطوط الطيران اللبنانية ترغب بالشهادة لتعديل راتبها، وتقول "ان المدير وزملاءها في العمل يساعدونها في دراستها وان بامكانها القراءة اذا ما انهت عملها. شروق صباح نوري تعمل عاملة في معجنات الفهد وتريد الشهادة للتعيين بوظيفة حكومية".
 
الطالبة رانية عباس محمد طالبة خارجية وام لثلاث بنات، تركت المدرسة وتزوجت في سن التاسعة عشرة والآن بعد بلوغها السابعة والعشرين تحاول الامتحان الخارجي، كان لها وضع مختلف يتضح من خلال اصرارها على النجاح، سألناها:
* من شجعك على الامتحان؟
- لا أحد شجعني.الكل ضدي: زوجي واهلي واهله. الجميع يقول لي ان بيتي وبناتي أولى بي واني لست بحاجة للشهادة. لكنني تمكنت باصراري ان اقنع زوجي بان امتحن.
لماذا تريدين الامتحان؟
لقد ندمت كثيرا على ترك المدرسة لأتزوج الرجل الذي أحببته. لكن بعد هذه السنوات ودخول زوجي الجامعة لاكمال دراسته وعدم استقراري الاسري جعلني أصمم على اكمال دراستي لتعويض ما فاتني وتحقيق ذاتي لتكون لي شخصيتي وكياني كأمرأة لها استقلاليتها.
* ماذا تضيف الشهادة لك كزوجة وأم؟
- تضيف لي القدرة على مواجهة الحياة وتربية بناتي  بصورة صحيحة والاستفادة من تجربتي في الحياة.
* كيف ترين مستقبل بناتك بعد حصولك على الشهادة؟
- ارى مستقبل بناتي افضل. فعندما ينظرن الي وانا أقرأ او امتحن، يكون الحماس لديهن للدراسة والتعلم.
* بماذا تنصحين زميلاتك الممتحنات؟
- عند محاولتي الثانية في الامتحان الخارجي تعرفت على الكثير من الفتيات، وكان جوابي لهن جميعا ومن خلال تجربتي: الدراسة.. الدراسة.. الدراسة.. وبعدها يأتي الحب والعائلة والسعادة.
وفي لقاء مع مصدق عادل، ماجستير حقوق وطالب دكتوراه، وزوج الطالبة نادية عصام الذي يحث زوجته على الامتحان والنجاح كي تتوفر لها فرصة الدراسة في الجامعة وعن السبب قال:
"انا اعتقد ان الشهادة مهمة للمرأة مثلما هي مهمة للرجل. وبالنسبة للزوجة، عليها ان تواكب زوجها ليكون هناك توافق فكري بينهما. والشهادة ليست مجرد درجة تمنح للطالبة لكنها ترتقي بها وتفتح امامها افاقا جديدة لتطور نفسها وتوسع مداركها."
* الى أي حد تساعدها في الامتحان؟
- في العام الماضي ساعدتها كثيرا بشرح المواد الصعبة وتلخيص المهم منها وترجمة القصة الانكليزية. اما هذه السنة فتركتها لوحدها لتحس بصعوبة الحصول على الشهادة فلا تستهين او تفرط بها. واضاف:
"الشهادة سند للمرأة في الحياة. والام المتعلمة تحسن تربية ابنائها. صحيح ان امهاتنا لم يكن متعلمات ، ولكن كان لديهن من الشخصية ما جعلهن يصمدن امام كل الصعاب. وعلى نادية ان تنجح هذا العام كي لا تشعر بأنها اقل من غيرها."

المصدر أرشيف الناس
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليق للموضوع